علويو طرابلس: الإقتراع لمرشّح المردة دعماً لفرنجية
في 22 نيسان الجاري، أصدر المكتب الإعلامي للحزب العربي الديمقراطي في طرابلس بياناً، أوضح فيه أنّه سيدعم في الإنتخابات النيابية المقرّرة في 15 أيّار المقبل اللائحة التي يتواجد فيها مرشّح رئيس تيّار المردة، الوزير السّابق سليمان فرنجية، مؤكّداً أنّ هذا الدعم سبق وأعلنه الأمين العام للحزب، رفعت عيد.
تأكيد الحزب العربي الديمقراطي على موقفه هذا، أعطى إشارة واضحة إلى أنّ هذا الحزب الذي يُعدّ الأبرز وسط الطائفة العلوية في طرابلس، والأكثر حضوراً وتمثيلاً في صفوفها، إلى أنّ أصواته ستذهب إلى مرشح تيّار المردة عن المقعد الأرثوذكسي في طرابلس رفلي دياب، المنضوي ضمن عداد لائحة “الإرادة الشّعبية” التي تشكل تحالف النائبين فيصل كرامي وجهاد الصمد، والتي تضم إليهما أيضاً جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية التي رشّحت مسؤولها في الشّمال طه ناجي، إضافة إلى وجوه بارزة فيها يمثلون الإسلاميين والمستقلين وعائلات ذات حضور وازن في طرابلس ودائرتها الإنتخابية، التي تضم أيضاً إلى طرابلس كلّاً من الضنّية والمنية.
هذا الدعم الذي تلقاه المرشّح دياب من قبل الحزب العربي الديمقراطي في مدينة طرابلس، الذي لم يُرشّح أحداً باسمه فيها، نبع من سعي وتنسيق بينه وبين تيّار المردة، يهدف إلى تعزيز وضع دياب الإنتخابي في طرابلس على أمل أن يحقق الفوز الذي لم ينجح في الوصول إليه في دورة الإنتخابات الماضية عام 2018، بالرغم من تقدّمه في النتائج النّهائية بقية المرشّحين الأرثوذكس الآخرين، إذ حصل حينها على 1286 صوتاً تفضيلياً، مقابل 1057 صوتاً تفضيلياً للمرشّح على لائحة “العزم” نقولا نحاس الذي فاز بالمقعد النيابي، في حين نال المرشح نعمة محفوض على لائحة “المستقبل” الذي حلّ ثالثاً على 800 صوت تفضيلي، والمرشحة فرح عيسى على لائحة “كلنا وطني” التي جاءت رابعة بحصولها على 452 صوتاً تفضيلياً.
وليس خافياً أنّ دعم الحزب العربي الديمقراطي للمرشّح دياب، وبالتالي دعم فرنجية، كون دياب عضواً في المكتب السياسي لتيّار المردة، يهدف إلى رفع عدد الكتلة النيابية للأخير، وفي تعزيز وضعه قبل الإنتخابات الرئاسية المرتقبة في الخريف المقبل، فضلاً عن تعزيز وضع فرنجية ضمن المعادلة السياسية اللبنانية سواء داخل مجلس النواب أو الحكومة.
لكنّ هل سيحقق هذا الدعم الهدف المنشود؟
مبدئياً، فإنّ أغلب أصوات النّاخبين العلويين المؤيدين للحزب العربي الديمقراطي (يزيد عدد النّاخبين العلويين في طرابلس على 17 ألف ناخب وفق لوائح الشّطب، ويقترعون بنسبة تتراوح بين 40 ـ 42 في المئة) ذهبت في دورة الإنتخابات الماضية إلى المرشّح العلوي أحمد عمران الذي كان ضمن عداد لائحة “الكرامة الوطنية”، ونال حينها 2794 صوتاً تفضيلياً، وهو لم يترشح للإنتخابات هذه الدورة، ما يعني أنّ الأصوات التي نالها، مع أصوات إضافية، على الأرجح سيعمل الحزب العربي الديمقراطي على تأمينها أيضاً، ستذهب إلى المرشّح دياب، الذي ترجّح توقعات أنّ يتجاوز حاجز 4 آلاف صوتاً تفضيلياً على أقلّ تقدير، فضلاً عن أصوات تفضيلية يسعى دياب إلى تأمينها من بقية النّاخبين المسيحيين والسنّة في طرابلس التي للمرشّح دياب حضور تاريخي فيها، ما سيعزز وضع لائحة “الإرادة الشّعبية” التي ينتمي إليها، على أمل فوزها بـ3 إلى 4 حواصل، وهو أمر مرتبط بعدد الأصوات التفضيلية التي ستنالها، ما سيعزز حينها بلا شك من وضع دياب الإنتخابي، وإمكانية فوزه بالمقعد الأرثوذكسي، برغم وجود منافسين له أمثال قيصر خلاط المرشّح على لائحة “للناس” المدعومة من قبل الرئيس نجيب ميقاتي وتيّار العزم، وشيبان هيكل المرشّح على لائحة “لبنان لنا” التي تضم مرشّحين خرجوا على قرار الرئيس سعد الحريري بعدم الترشّح والعزوف عنها كما فعل هو شخصياً.
عبد الكافي الصمد